عندما رأت قريش أمر الرسول و كيف أخذ يعلو و ما كان لأعداد المسلمين من تزايد ، أجمعت قريش أمرها على ان يتعاقدوا على بني عبد المطلب و بني هاشم و بني عبد مناف أن لا يبايعوهم و لا يكلموهم و لا يناكحوهم و يجالسوهم إلى أن يسلموا إليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم و قد كتبت قريش ذلك بصحيفة و علقتها على سقف الكعبة ، فانحاز بنو عبد المطلب و بنو هاشم بين مؤمن و كافر ، إلا أبا لهب ، فقد فقد ظاهر قريشاً على رسول الله و بني عبد المطلب و بني هاشم تم حبس الرسول عليه الصلاة و السلام و من معه في الشعب ، و الذي يدعى بشعب أبي طالب في السنة السابعة من البعثة ، و قد علقت في جوف الكعبة صحيفة و ظل مضيقاً عليهم و محصورين و قد قطع عنهم الطعام لمدة قاربت ثلاث سنين بلغ المسلمين الجهد أثناء محاصرتهم في تلك الشعب ، و انقسمت قريش بين راض و كاره للمقاطعة ، فسعى من كان غير راض عن المقاطعة و كاره لها إلى نقضها ، و كان أول القائمين على ذلك هشام بن عمرو بن الحارث ، و قد مشى في ذلك إلى المطعم بن عدي و جماعة من قرريش فأجابوه إلى ذلك ، ثم اطلع الله تعالى رسوله صلى الله عليه و سلم على أمر صحيفتهم و أنه أرسل عليهم الأرضة ( الأرضة تعني دودة الأرض) فأكلت كل ما في الصحيفة من قطيعة و جور و ظلم ،إلا ذكر الله عز و جل ، و أخبر عمه بذلك خرج أبو طالب إلى قريش و أخبرهم بأن ابن أخيه قد قال كذا و كذا ، فإن كان كاذباً خلينا بينه و بينكم ، و إن كان صادقاً رجعتم عن ظلمنا و قطيعتنا قالت قريش : قد أنصفت ، فأنزلوا الصحيفة ، فلما رأت قريشاً الأمر كما اخبر به رسول الله صلى الله عليه و سلم ازدادوا عناداً و كفراً إلى كفرهم خرج رسول الله تعالى بذلك و من معه من الشعب بعد عشرة اعوام من البعثة